وصف
الربو ("الأزمة"Asthma -) هو حدوث التهاب في مجاري الهواء في الرئتين (الشّـُعَب الهوائية –Bronchi) واضيقاقها. العضلة التي تحيط بالشعب الهوائية تنقبض وتتراكم كمية كبيرة من البلغم في مجاري الهواء تؤدي إلى انسدادها. وتتراوح أعراض الربو بين الخشخشة والصفير الخفيفين عند التنفس وبين نوبات ربو قد تعرض الحياة للخطر.
ليس هنالك علاج لمرض الربو, لكن من الممكن السيطرة على أعراضه. السيطرة على المرض تشمل تجنب العوامل المحفّزة له ومراقبة الأعراض. وأحيانا قد تكون ثمة حاجة إلى تناول أدوية لمدى طويل، وبشكل ثابت، لمنع نوبات المرض, إضافة إلى أدوية لمدى قصير لمعالجة الحالات الطارئة, حال ظهورها. إذا لم يكن الربو تحت المراقبة والمتابعة، فقد يسبب التغيب المتكرر والطويل عن المدرسة أو عن العمل مما قد يقلّص مستوى الإنتاجية. وتتغير حدة الربو مع الوقت لدى معظم الناس، لذا من الضروري الخضوع للمراقبة والمتابعة الصحية الدائمة ومراقبة المؤشرات والأعراض وملاءمة العلاج حسب الحاجة.
الأعراض
تتراوح أعراض الربو بين الخفيفة والحادة وتختلف من شخص إلى آخر. فقد تظهر أعراض خفيفة, مثل الصفير والخشخشة، أثناء التنفس، وقد تحدث نوبات ربو بين الحين والآخر. أما بين النوبات، فقد يكون المريض في حالة جيدة بولا يواجه أية مصاعب تنفّسية. ومن الممكن أن تظهر أعراض، مثل السعال والصفير والخشخشة، بشكل دائم أثناء التنفس. وهنالك إمكانية ثالثة هي ظهور أعراض المرض في ساعات الليل بشكل أساسي, أو فقط عند بذل جهد جسماني.
أعراض وعلامات الربو تشمل:
ضيق تنفس,
انقباضات أو آلام في الصدر,
مشاكل في النوم بسبب ضيق التنفس,
سعال, صفير أو خشخشة عند التنفس،
صوت صفير أو خشخشة يمكن سماعه عند الزفير،
نوبات سعال أو خشخشة أثناء التنفس, تزداد حدتها نتيجة لإصابة مجاري التنفس بفيروس, في حالات البرد والأنفلونزا على سبيل المثال.
علامات على تفاقم مرض الربو:
ارتفاع في حدة ووتيرة أعراض المرض،
هبوط في معدلات جريان الهواء القصوى، التي يتم قياسها بواسطة مقياس السرعة القصوى للزفير، وهو عبارة عن جهاز بسيط معدّ لقياس مستوى أداء الرئتين،
حاجة متزايدة إلى استخدام الموسّعات القصبيّة (موسّعات القصبات الهوائية–bronchodilator) – وهي أدوية تؤدي إلى فتح مجاري التنفس، بواسطة إرخاء العضلات المحيطة بها.
من الضروري أن يكون مريض الربو تحت المراقبة الطبية بشكل دائم، لفحص ما إذا كانت ثمة حجة لزيادة الجرعة الدوائية وتوقيت زيادتها، أو اتخاذ إجراءات أخرى لمعالجة الأعراض أو اشتداد المرض، حتى تتم السيطرة عليه مجددا. أما إذا بقي الربو يتفاقم، فقد تكون هنالك حاجة أحيانا إلى التوجه إلى المستشفى. يستطيع الطبيب المساعدة في تشخيص العلامات والأعراض التي تتطلب التوجه إلى غرفة الطوارئ في المستشفى, لكي يكون المريض واعيا للحالات التي ينبغي عليه فيها التوجه لتلقي المساعدة.
الأسباب وعوامل الخطر
من غير الواضح لماذا يُصاب بعض الناس بمرض الربو بينما لا يُصاب آخرون. ومن المرجح الاعتقاد بأن مرض الربو هو نتيجة لمزيج من عدة عوامل بيئية وجينية (وراثية).
العوامل التي تثير الربو تختلف من شخص إلى آخر. إن التعرض إلى عدد كبير من المُسْتَأرِجات (مستأرِج – مادة تسبب فرط التحسس -Allergen) من شأنه إثارة علامات وأعراض الربو، ومن بينها:
مستأرجات محمولة في الهواء، مثل: الطَّلْع (لقاح الأزهار), حراشف الحيوانات، العفن, عثّ الغبار والصراصير،
تلوث في مجاري التنفس، مثل في النزلات البرديّة العادية،
نشاط جسماني (ربو ناتج عن ممارسة الرياضة)،
هواء بارد،
ملوثات هواء ومستثيرو تحسس، مثل الدخان,
أدوية معينة, بما في ذلك معيقات بيتا, أسبيرين وأدوية اخرى ضد الالتهابات لا تحتوي على ستيرويدات،
انفعال شديد وتوتر،
سولفات (أملاح حامض الكبريتيك), مواد حافظة تُضاف إلى بعض المنتجات الغذائية,
داء الجَزْر المِعَديّ المريئيّ (GERD- (Gastroesophageal reflux disease، وهو وضع تعود فيه أحماض من المعدة وتصل حتى الحلق،
الدورة الشهرية لدى بعض النساء,
رد فعل تحسسي لأنواع من الأغذية، مثل الفستق أو الرخويات.
الربو مرض واسع الانتشار ويصيب الملايين من الكبار والصغار. كما يتم تشخيصه، سنويا، لدى أعداد متزايدة من الناس، لكن السبب في ذلك لا يزال غير معروف.
هنالك عدد من العوامل التي من المعروف إنها تزيد خطر الإصابة بمرض الربو, من بينها:
إصابات سابقة بمرض الربو في العائلة،
تلوثات متكررة في مجرى التنفس في فترة الطفولة،
التدخين السلبي,
الحياة في منطقة مدنية, وخصوصا إذا كان التلوث الهوائي فيها كبيرا,
التعرض لعوامل من شأنها إثارة المرض في مكان العمل, مثل المواد الكيماوية في المصانع، أو المستخدمة في الزراعة أو في تصفيف الشعر،
وزن صغير عند الولادة، أو سمنة زائدة.
مضاعفات
يمكن أن يسبب الربو مضاعفات عديدة, من بينها:
التوجه إلى غرفة الطوارئ والاستشفاء (الرقود في المستشفى) للعلاج عند نوبات الربو الحادة،
تضيّق دائم في الشعب الهوائية (إعادة هيكلة مجاري التنفس من جديد)،
أعراض جانبية نتيجة لاستخدام أدوية معينة لمعالجة الربو الحاد، لفترة طويلة.