tabriki brahim
عدد المساهمات : 187 تاريخ التسجيل : 21/10/2011 الموقع : http://club-dhss.jimdo.com/
| موضوع: نحو صداقة إنسانية ومواطنة متساوية الخميس ديسمبر 01, 2011 12:06 am | |
|
نحو صداقة إنسانية ومواطنة متساوية
إذا كان الإنسان بطبيعته كائنا اجتماعيا فان الصداقة واكتساب الأصدقاء تعد ضرورة ملحة لتحقيق صحة نفسية واجتماعية وجسمية تشعر الفرد بمتعته في الحياة. وتعتبر الصداقة وكسب الأصدقاء من سمات الشخصية المتزنة للعنصر الإنساني . فالصداقة تمثل لغة الوجدان الراقي الذي يغذي العلاقات الإنسانية بعيدا عن الانعزالية والتقوقع أو الاستحواذ . فهي عطاء وذوق وتضحية وإخلاص وفروسية وقيمة وأمل وانجاز . فاكتسابك لصديق يزيد من حنكتك الاجتماعية في معرفة التعامل مع مختلف الشخصيات ،
بالصداقة تستطيع تقييم شخصيتك وتساعد الآخرين على تقييم ذاتهم . فالصداقة تساعد الإنسان في خفض مشاعر الانعزالية والوحدة ودعم المشاعر الايجابية في المجتمع . فالإنسان بحاجة إلى حد معين من التفاعل الاجتماعي الذي يتحقق مجرد اجتماع يتلقاه الشخص مع الآخرين يشعر فيه بقدر وافر من الارتياح الوجداني . وفي الصداقة يفصح الإنسان عن ذاته مقللا من ضغوط الحياة ويتمثل ذلك في الإفصاح والتحدث عن متاعب الحياة ومشاقها بغرض التخفيف والتسلية عن النفس عقب هذا الإفصاح . ولي أنا شخصيا معايشة هذه الخبرة طيلة أربع سنوات في مشواري التربوي والأكاديمي في الجامعة وبصحبة العديد من زملائي حيث لا نمتلك أي قوة نواجه بها شقاء العيش في هذه المرحلة إلا التعبير وبأسلوب ساخر عن مدى المعاناة التي تلقيناها على مدى أربع سنين والتي مضت وكأنها أربعة أيام . ففي الصداقة تصديق اجتماعي لما يرده الشخص عن ذاته أمام الآخرين . وفي الصداقة أمان واطمئنان نفسي لما يشعر به الفرد من الراحة النفسية والجسمية والعقلية عند الاجتماعات والمناقشات الجماعية ومناقشة مشاكل الجماعات ليشعر كل فرد بأنه ليس الوحيد الذي يعاني من مشكلة ما وإنما هناك العديد من الأفراد الذين يعانون حجم مشكلة ما فيستفيد كل واحد من الأخر في طريقة مواجهته لمشكلة مشتركة بين الأصدقاء مما يزيد من تنمية وتقوية أواصر الصداقة بين العديد من الأفراد . والصداقة صفة مشتركة للكائن البشري بجنسيه الذكور والإناث . ولكنها أكثر نجاحا لدى الذكور من الإناث وأطول بقاء أيضا . ويرجع ذلك إلى طبيعة المرأة الفطرية في التناقض والاختلاف بين الصديقات بل يصل الأمر أن تتناقض الفتاة مع نفسها وذاتها وتصل إلى مرحلة عدم الاكتفاء بحقيقتها والإكثار من انتقاد نفسيتها . الكلام على أهمية الصداقة كزاد نفسي يتزود به الإنسان العاقل في مشوار حياته كبير ومتشعب ولكن دعنا نسلط الضوء على الأساليب والأنشطة والخصائص التي من شانها أن تحفظ مشوار الصداقة لمرحلة أطول لحياة الإنسان .
فاكتساب الصديق بالمفهوم العام أمر بسيط جدا . بإمكانك أن تكسب صديقا في الطريق وفي القاعة الدراسية ، في المطعم أو البوفيه أو في وسائل المواصلات العامة ولكن هذا الاكتساب لا يسمى صداقة وإنما تعارف . فمجرد أن تتعرف على شخص في وسائل المواصلات العامة لا يعني بالضرورة صديق . فالصداقة لا تأتي إلا بالتضحية والتعاون والإخلاص والمودة والاحترام بحيث يشعر كل واحد انه لا يمكن الاستغناء عن الأخر . فيعيشوا بقلب واحد وروح واحدة تفرح لفرح صديقك وتحزن لحزنه تبكي حيث يبكي وتضحك حيث يضحك ، تزيل كل النقاط السوداء في قلبك وتستبدلها بالإخلاص والتضحية . يأتي ذلك عبر بعض المهارات الضرورية التي تنمي مهارات الصداقة والتفاعل الاجتماعي . وسمات الصداقة الايجابية .
فيجب أن تعلم أولا أن الصداقة هي علاقة تبادلية تلقائية وليست محسوبة بعيدا عن المصالح والمجاملات . ويكفي هنا أن نوضح هذه السمة في قول إعرابي سئل رجل عن كيفية اتخاذه لصديق فرد عليه قائلا " اتخذ من ينظر بعينك ويسمع بأذنك ويبطش بيدك ويمشي بقدمك ويضع رحاله حيث تهوى وتحب ، لا يرى سواك ، اتخذ من إن نطق فكأنه فبما يقول يستوحي عقلك وفكرك ويطلب إليهما أن يمليا عليه لينطق بما يمليان وان نام فبخيالك يحلم وان انتبه فبك يلوذ وان احتجت إليه كفاك وان غبت عنه دعاك يستر فقره عنك لئلا تهتم له . ويبدي بشره لئلا تنقبض عليه " .
اعلم أن الصداقة على غيرها من العلاقات كالزمالة والمعرفة والصحبة . تسمح لهم أن يناقشوا كل أمور حياتهم تقريبا بما تشتمل عليه من مختلف الأنشطة والاهتمامات بصراحة وصدق وشفافية . بالصراحة والصدق يستطيع الأصدقاء الاشتراك في موضوع معين أو اهتمام معين استجابة لتأكيد الصداقة .
في الصداقة يكون كل طرف قادر على استثارة الانفعالات لدى الطرف الأخر . وذلك بالارتباط في علاقة التبادل بين الأصدقاء . فالصديق كما ذكر أبو سفيان لا يراد ليؤخذ منه أو ليعطي شي لكن ليسكن إليه ويعتمد عليه .ويستأنس به ويستفاد منه ويستشار في الأزمات ويتزين به إذا حضر .... الخ . والعلاقة هنا قائمة على مبدأ الأخذ والعطاء بطريق الجود والكرم بلا حسد ولا نكد بدون عبوس مفرط ولا زهو ومفاخرة بالنصر أو الرزق . بمعنى أخر أن تستبعد كل الأمور السلبية التي ربما تؤثر في نقض الصداقة . الصداقة الايجابية والحقيقية تعني المساندة والوقوف إلى جانب الصديق في كل متاعبه ومشاكله . وهناك أمور عديدة تستطيع من خلالها مساندة صديقك ودعمه في كل نجاحاته وفي موقف يريد منك الوقوف بجانبه لكي تحقق له الثقة بالنفس . ومن هنا نستطيع القول أن هناك العديد من الأساليب التي تقوي الصداقة لعمر أطول وأفضل . تبقى محل اكتشاف الإنسان لذاته ولصديقه وفهم كل واحد لنفسية الأخر ليتجنب كل واحد ما يزعج الأخر وينمي جوانب الضعف فيها بناء على ما يتعلمه الإنسان من مواقف وتجارب خلال فترة صداقته .
ولم يتبقى لنا إلا أن نختصر بعض الطرق التي تزيد من احترام الناس إليك ولشخصيتك والتي من خلالها تجلب احترام الآخرين وهي تنمية المهارات الاجتماعية الصحيحة وذلك من خلال إظهار الاهتمام بالناس ، الابتسامة ، التحدث فيما يحب الناس ، الاستماع الجيد ، عدم الاستهانة بالآخرين مهما كانوا وان تعي المثل القائل وان كان عدوك نملة فلا تنمله .. فلا تنمله ، لا تتكلم عن عيوب الآخرين قبل أن تدع نفسك مثالا لهذه العيوب أي لا تنشغل بعيوب الآخرين وأخطائهم ولكن عليك مساعدتهم بما تملك من قوة وخبرة في تغيير هذه العيوب وإصلاح الأخطاء . وتعديل الأفكار التي تعوق عملية التكيف الاجتماعي .
و ألان عرفنا معنى الصداقة وأهميتها في حياة البشرية والإنسان والتي تصل إلى مرحلة المواطنة المتساوية والعيش كانسان على وجه هذه الأرض ولم يتبقى لنا إلا أن نتساءل هل مصطلح الدول الصديقة معنى يخدم الصداقة بين الشعوب ؟؟؟ وهل هذه الصداقة هي ذات الصداقة التي تحدث عنها المقال ؟؟؟ وهل إضافة مصطلح الشقيقة بالإضافة إلى الصديقة في وصف الشعوب يزيد من تنمية وزرع روح المودة والإخاء والتعاون بين مختلف الشعوب أم أن مصطلح " الدول الشقيقة والصديقة " هو مصطلح سياسي يدل فقط على وجود سفارة أو ممثل لتلك البلدان ؟؟؟ وهل تعني صداقة الدول أن تعيش بأمن ورخاء بينما صديقاتها تتضور جوعا وتلهث عطشا وتنتهك حرمة تحت ما يسمى " الدول الصديقة والشقيقة " ؟؟؟ هل ما قامت به قوات حرس الحدود في المملكة العربية السعودية من عملية حرق بالبنزين لبضعة بشر من اليمن حاولوا الدخول إلى ارض المملكة جريا وراء لقمة العيش والبحث عن ما يسد جوعهم ويسد رمق أسرهم كأبسط حق من حقوق الإنسان ؟؟؟ لقد قتلوا الصداقة والأخوة والإنسانية على حدودهم واقتنعوا بالعيش بترف وبذخ بكل أنانية وتكبر وتفاخر . ولم يتبقى لنا إلا القول بان الدائرة ستدور عليهم وستأتيهم الأيام بما لم يلاقوه من قبل ، وان الدنانير والدراهم لا تجدي نفعا ولا ضرا مقابل الصداقة واحترام الإنسان وكرامته في العيش على ظهر هذا الكوكب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . فهل آن الأوان للإنسان احترام أخيه الإنسان والعيش كأصدقاء كأبسط حق من حقوق الإنسانية ؟ .
| |
|